الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء
قال أبو إسحاق الطالقاني: كنا عند ابن المبارك فانهد القهندز (1) فأتى بسنين فوجد وزن أحدهما منوان (2) فقال عبد الله:أتيت بسنين قد رمتا ... من الحصن لما أثاروا الدفيناعلى وزن منوين إحداهما ... تقل به الكف شيئا رزيناثلاثون سنا على قدرها ... تباركت يا أحسن الخالقينا!فماذا يقوم لأفواهها ... وما كان يملأ تلك البطوناإذا ما تذكرت أجسامهم ... تصاغرت النفس حتى تهوناوكل على ذاك ذاق الردى ... فبادوا جميعا فهم هامدوناوجاء من طرق عن ابن المبارك- ويقال: بل هي لحميد النحوي-:اغتنم ركعتين زلفى إلى الله ... إذا كنت فارغا مستريحاوإذا ما هممت بالنطق بالباطل ... فاجعل مكانه تسبيحافاغتنام السكوت أفضل من ... خوض وإن كنت بالكلام فصيحاوسمع بعضهم ابن المبارك وهو ينشد على سور طرسوس:ومن البلاء وللبلاء علامة ... أن لا يرى لك عن هواك نزوعالعبد عبد النفس في شهواتها ... والحر يشبع مرة ويجوعقال أبو أمية الأسود: سمعت ابن المبارك يقول:أحب الصالحين ولست منهم وأبغض الطالحين وأنا شر منهم ثم أنشأ يقول:__________(1) ضبطه ياقوت بفتح أوله وثانيه وسكون النون وفتح الدال وزاي وقال: هو في الأصل: اسم الحصن أو القلعة في وسط المدينة وهي لغة كأنها لاهل خراسان وما وراء النهر خاصة.أما السمعاني فقد ضبطه بضم القاف والهاء وسكون النون وضم الدال المهملة وقال: هو من بلاد شتى وهو المدينة الداخلة المسورة.(2) المن: معيار قديم كان يكال به أو يوزن ومقداره 810 غرامات تقريبا.
النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 417 - مجلد رقم: 8
|